‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
الجمعة، 30 مايو 2014

هيمنة التكنولوجيا .. بين الحقيقة و الخرافة !!

كل يوم يمر في عصرنا يمر فيه زمنٌ جديد مليء بالمفاجآت التي تسحر العقول و تذيب النفوس التي تتفكر فيها،تمر الأيام حاملة معها ذكريات يمحوها التاريخ و لكن لا تنساها تلك العقول التي واكبتها فقبل أيامٍ كنا قد شهدنا تدشين أول حاسب آلي (pc) و اليوم ندشن حواسيب كفية ترافقنا أينما نذهب.. تساعدنا، و ترشدنا، و تحل لنا أصعب الألغاز و المعادلات مستعينة  بقواعد معلوماتية قد تبعد عنا آلاف الأميال و لكن وصولنا إليها..يكون في غمضة!

إنه عصر أصبح فيه من لا يمتلك حاسوباً،متخلفاً بل و يقال عنه أنه من زمن (قوم با عبود).أمسى هذا الزمان مهووسا بالتكنولوجيا و مهتما فيها أكثر من اهتمامه  بالقضايا الإنسانية و الحياتية حتى أنه تخلى عن تلكم القضايا و التوجهات الإسلامية المحمدية التي تستقى منها معاني الوجود.كنا بالأمس ملتزمين بديننا الإسلامي نلبس اللباس منه الساتر و نحتذي برموز الإسلام الرباني المحمدي،كنا إن رأينا شخصا لا يلتزم بالتعاليم و الشريعة نبادر إليه بالنصيحة لنهيه عن المنكر! و لكن انقلاب الموازين و للأسف أدى إلى تغيير تلك المفاهيم في عقول الأجيال التي غزيت ثقافياً باستخدام التكنولوجيا الآثمة فكيف دخلت تلك المفاهيم الأجنبية إلى بيوتنا و إلى عقولنا و عقول أبنائنا؟

إن هذه التكنولوجيا وصلت إلينا في مهدها لم يرافقها في بدايتها أي من الأمور المشينة و المخزية تلك.. بل رافقتها فقط مصادر تعليمية و أخرى تثقيفية بيد أنها لم تصل إلى ذلك المستوى التي هي عليه الآن فتطورها  يسمح لك بالاطلاع على طرق تشغيل أحدث الأجهزة في ثوانٍ ، ولكن تطورها صاحبه تطور لجوانب أخرى في التكنولوجيا منها المخزية التي تضخ إلينا الملايين بل المليارات من تلك الثقافة الآثمة و لكن ضخها لا بد أن يكون عبر قنوات خاصة من المصدر إلى المتأثر لكي لا تواجه عقبات في طريقها فنراها تتوغل عبر هواتف الشباب النقالة و عبر حواسيبهم المحمولة و غيرها لتخلق نوعا من الخصوصية بين الطرفين ليبدأ الشباب بالتأثر بها تدريجيا بدون ادراك، إلى أن  ينتبهوا ليكون الأوان قد فات عند البعض!

إن الاتجاه إلى التأثير على فئة إنما هو اتجاه للتأثير على قوام المجتمع الإسلامي و العربي تباعا و كل ذلك لمآرب كامنة في نفوس المعتدين.

يتجه الكثير من المعتدين إلى اختيار فئة الشباب لأنها أكثر الفئات نشاطا و قدرة على الإبداع و التفكير و نسترجع هنا حديث النبي محمدٍ صلى الله عليه و آله و سلم. روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: شبابه فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت " . و في هذا الحديث تأكيد على أهمية تلك الفئة النشطة المليئة بالنشاط إلا أننا اليوم نرى أقساما من هذه الفئة خاملة نائمة لا تحرك ساكنا في مجتمعها و كأنها بلا رأي و بلا دور! نراها مهمشة في مجتمعاتنا و كل المسؤولية تقع على عاتق الكبار. 

كون مجتمعاتنا الإسلامية و العربية بالذات تقوم على تعاليم و ثقافات معينة و مشرعة وفقا لأصول الإسلام و الدين فإنها لا بد أن ترمى من الجهات المغرضة و الرافضة لارتفاع راية الإسلام المحمدي فنرى التأثير لا زال يستمر علينا من كل الجهات و الغزاة لا يملون و لا تغمض لهم عين.

إن المسؤولية هنا تقع على عاتق الكبار الرُّشد ليوجهوا الشباب نحو استغلال طاقاتهم في جوانب أخرى إضافة للمعلوماتية لأن الإبداع لا يحتاج إلى حاسوب و إلى فأرة و إنما هو نابع من نعمة العقل العظيمة هذه!

إننا و إن قمنا بإدراك الجوانب السيئة لهيمنة التكنولوجيا فإنه لا زالت بيدنا طريقة للعبور إلى بر الأمان.

إن الحواسيب أصبحت متطلبا ضروريا و لكننا لا بد أن نضع لذلك المتطلب حدودا و خطوطا حمراء لا يتجاوزها،فلكل شيء حد و إن زاد انقلب إلى ضده!

 

كما علينا أن لا نبدأ بالتخلي عن الكتب و الاستعانة بها إلكترونيا لأن هذا ما يريده الغزاة و يطمح إليه المعتدي!! فبهذا يكون هو الغالب و نحن المغلوبين!

و أخيرا فإن الحرص مطلوب عند استخدام التقنيات الحديثة دوما فهي سيوف ذات حدين،فإن نحن أهملنا الحرص، هاجمتنا تلك السيوف بطعناتها.

بقلم : موسى اللواتي ، للمتابعة على تويتر من هنا

5/30/2014 11:08:00 ص